القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
خطبة الجمعة بعنوان التمسك بالكتاب والسنة
14641 مشاهدة print word pdf
line-top
بدع الناصبة وبغض آل البيت

وهكذا أيضا قابل هؤلاء الرافضة طائفة أخرى هم النواصب، الناصبة هم يقاتلون الرافضة، وهم الذين ينصبون العداوة لعلي ولذريته، هؤلاء أيضا عملوا بدعة أخرى قد تكون مقابلة لتلك البدع، وهي أن يجعلوا يوم عاشوراء يوم فرح وسرور، يريدون بذلك أن يخالفوا أولئك الرافضة، وأن يكونوا ضدا لهم، فهم إذا جاء يوم عاشوراء أظهروا الفرح والسرور، وأظهروا الابتهاج، وأكرموا أنفسهم، وتوسعوا في المآكل والمشارب، وابتدعوا أيضا بدعا، ورووا أحاديث مكذوبة لا أصل لها.
وصاروا يظهرون في ذلك اليوم يظهرون بزينتهم؛ فيكتحلون ويدَّهِنون ويلبسون أحسن الثياب وأجملها، ويتوسعون في المآكل وفي المشارب، ويوسعون على أهليهم، ويروون في ذلك أحاديث مكذوبة لا أصل لها، أن من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه بقية سنته، ولا أصل لذلك وأن من اكتحل في يوم عاشوراء لم ترمد عينه أبدا، وأن من ادهن فيه أو لبس فيه أجمل ثيابه فإن له من الأجر كذا وكذا، فهذه أيضا بدع ابتدعها النواصب يريدون بذلك أن يغيظوا الروافض.
وكلا البدعتين محدثة في الدين؛ فلا يغالى في هذا اليوم، لا أن يجعل يوم فرح وسرور كما يفعل ذلك النواصب، ولا أن يجعل يوم حزن ومأتم كما يفعل ذلك الروافض، وإنما السنة أن يفعل فيه ما جاء به أو ما سنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي الاقتصار على صيامه وصيام يوم قبله أو يوم بعده معه؛ وذلك لأن الصيام فيه أجر، فيه أجر كبير، وفيه فضل عظيم، قد اصطفاه الله تعالى لنفسه مطلقا في قوله في الحديث القدسي: الصوم لي وأنا أجزي به قال: إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي فإذا تقرب العبد بصيام هذا اليوم فله هذا الأجر الكبير، من غير أن يشارك المبتدعة في بدعهم، بل يتمسك بالسنة ولو خالفه من خالفه، ولو خالفه من حوله.
فعلى المسلم أن يكون من أهل هذه الشريعة حقا، وأن يسير على نهج النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى نهج أصحابه وبذلك يكون من أهل النجاة ومن أهل السلامة.

line-bottom